تعتبر إسرائيل من أكثر مراكز التطور قوة على هذا الكوكب. تخيل أنه يوجد في هذه الدولة الصغيرة والحديثة أكثر من 6,000 من الشركات الناشئة الإسرائيلية مع اقتصاد مزدهر يدعم جميع القطاعات التكنولوجية القائمة على الابتكار والتطوير. وبالتالي كانت إسرائيل تستحق الحصول على لقب Startup Nation أو “أمة الشركات الناشئة“.
هذا التطور في القطاعات الاقتصادية المختلفة أدى تغيير نظرة الشركات العالمية حول مبادئ الابتكار بشكل عام، مما خلق صعوبات جديدة وفتح آفاق عمل مزدهرة أمام الشركات الناشئة في إسرائيل.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن طبيعة النظام البيئي التكنولوجي في إسرائيل له دور كبير في دعم وتلبية متطلبات هذه الشركات التي تهدف بالوصول إلى العالمية.
الشركات الناشئة الإسرائيلية قدمت إلى العالم ابتكارات وخدمات تُستخدم باستمرار في حياة الناس اليومية، وهذه المنتجات عادت بإيرادات ضخمة إلى الشركات الناشئة التي قامت على تطويرها.
الشركات الناشئة الإسرائيلية
سوف نذكر هنا أسماء لشركات عالمية يعرفها الجميع، هذه الشركات جميعها رأت في إسرائيل فرصة استثمارية كبرى من أجل بناء وتطوير مشاريعها المستقبلية. وبالتالي نجد أنه يوجد في مدينة تل أبيب وحدها أكثر من 300 شركة متعددة الجنسيات تبحث جميعها عن الاستثمار في الشركات الناشئة الإسرائيلية. نذكر من هذه الشركات:
مايكروسوفت، جوجل، أبل، فيسبوك، بيركشاير هاثاوي، إنتل، آي بي إم، فيليبس، توشيبا، موتورلا وغيرها الكثير.
إضافةً إلى الكثير من الشركات العالمية التي افتتحت مراكز تطوير لخدماتها ومنتجاتها في تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى.
ومن أهم هذه الشركات نذكر: سيتي بانك وكوداك.
لكن يبقى السؤال هو: كيف تحافظ إسرائيل على المكانة العالمية لكموطن أصلي لأنجح الشركات الناشئة في العالم، وكيف تستمر في جذب كبرى الشركات العالمية والاستثمارات الضخمة من جميع أنحاء العالم إليها.
أسباب هذا النجاح غير المسبوق بسيطة وواضحة للجميع يمكن أن نلخصها فيما يلي:
- ثقافة المجتمع الإسرائيلي الذي يقوم على الطموح والابتكار.
- الاقتصاد القوي الذي يصنف في قائمة الأقوى في العالم.
- الدعم الحكومي المستمر للمشاريع الصغيرة والشركات الناشئة على حد سواء.
هذه الأسباب البديهية جعلت إسرائيل من أفضل مراكز الأبحاث وتطور الأعمال على هذا الكوكب. هل تعلم أنه في عام 2016 تم استثمار أكثر من 4.8 مليار دولار في الشركات الناشئة الإسرائيلية، وتم بيع شركات أخرى بقيمة 10.02 مليار دولار من خلال عمليات استحواذ كبرى.
ما الذي يدعم الشركات الناشئة الإسرائيلية
الشركات الناشئة الإسرائيلية – الإبداع والابتكار
إسرائيل هي الرائدة عالميًا في عدد الشركات الجديدة مقابل الفرد الواحد. أكثر من 2,000 شركة جديدة تم تأسيسها في السنوات العشر الماضية، إضافةً إلى 3,500 من الشركات الناشئة الإسرائيلية صغيرة ومتوسطة الحجم ومنظمات متطور وأكثر من 60 منظمة ابتكار ضخمة و400 شراكة عالمية تركز على البحث والتطوير.
الشركات الناشئة الإسرائيلية – قدرات البحث العلمي
إسرائيل المرتبة الثانية عالمياً بالاستثمار في البحث والتطوير العلمي. تضع إسرائيل حوالي 4.1٪ من ناتجها المحلي الإجمالي في البحث والتطوير، وتبلغ النسبة العادية بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 2٪.
الشركات الناشئة الإسرائيلية – القوى العاملة
تمتلك إسرائيل أكبر معدل للباحثين الأفراد في العالم وربما النسبة الأعلى من الشهادات الجامعية للأفراد. كما تمتلك إسرائيل إطارًا تعليميًا من الدرجة الأولى وهي من بين الأنظمة التعليمية الاكثر تطوراً في العالم.
الدعم الحكومي
أنشأت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة برامج ترعى التكنولوجيا منذ منتصف التسعينيات. يوجد اليوم أكثر من 25 مركز يهتم ويدعم الشركات الناشئة الإسرائيلية في مجال التكنولوجيا. تدعم الحكومة الإسرائيلية عمل هذه الشركات منذ بداية تأسيسها.
كما تقدم الحكومة برامج تخفيز سنوية بقيمة 400 مليون دولار من أجل دعم البحث العلمي ومساعدة الشركات الناشئة على تطوير خدماتها واستمرار أعمالها.
برنامج تحفيزي آخر تقدمه الحكومة من خلال منح جوائز العمل لمراكز البحث والتطوير والمهام الضخمة. يقدم البرنامج جائزة كبرى لمدة 4 سنوات تغطي 25% من نفقات الأعمال التجارية للشركات التي تحصل على الجائزة.
اقتصاد مرن
يُنظر إلى المرونة والتنوع في التغيير على نطاق واسع على أنها متغيرات أساسية تؤثر على تنفيذ الأعمال. الابتكار والقدرة على التكيف هما وقود التقدم في أي دولة، والقدر الجاد من الاستجابة لأوضاع العمل المتغيرة أمر مهم لازدهار الشركات الناشئة من أجل وصولها إلى السوق العالمية.
إن قدرة إسرائيل على تقديم دعم سريع لطلبات السوق من خلال نشاط هرمي، يمثل قوتها الحقيقية قطاع التكنولوجيا والذي أدى إلى لتسميتها بأمة الشركات الناشئة في العالم.