يعتبر الكثير من المستثمرين أو الأشخاص الأثرياء حول العالم أن الاستثمار هو لعبة الحظ ولعبة الأرباح والمخاطر أيضاً. لكن في الحقيقة بالنسبة للمستثمرين الأثرياء حول العالم سواءً كانوا شركات أم أفراد، فإن الاستثمار الذكي بالنسبة لهم هو الاستثمار الذي يؤدي إلى تحقيق أهداف معنية وناجحة على المدى الطويل. وبالتالي فإن الاستثمار في الشركات الناشئة دائماً ما يكون الخيار الأول بالنسبة لهم.
المستثمر الذي يريد أن يحقق النجاح هو الذي يسعى دائماً إلى إحداث فرق حقيقي من خلال مشاريعه الاستثمارية له وللعالم من حوله. والاستثمار في الشركات الناشئة يقوم حول دعم الشركات التي تسعى من خلال أعمالها إلى جعل العالم مكاناً أفضل للعيش فيه. وبنفس الوقت فإن الشركات الناشئة ترى في هؤلاء المستثمرين أشخاصاً يدركون ويقدرون ما تسعى هذه الشركات الناشئة للقيام به.
العلاقة بين المستثمرين وبين الشركات الناشئة تتعدى كونها مجرد استثمار مالي أو حصول على ملكية الشركة، بل هو دخول المستثمر كشريك في هذه الشركات والمشاركة في وضع استراتيجيات عمل وليس فقط المساهمة في التمويل ورأس المال.
الاستثمار في الشركات الناشئة يعتبر الاستثمار الذكي في العقدين الأخيرين وهناك عوامل حاسمة لنجاح الاستثمار في هذه الشركات نذكر منها ما يلي:
الاستثمار في الشركات الناشئة – اختيار التوقيت
المستثمر الذي يبحث عن النجاح يريد الاستثمار في الشركات الناشئة بشكل مبكر، خاصةً إذا كانت الشركة تسعى إلى التوسع في أعمالها والوصول إلى الأسواق العالمية بسرعة. المستثمر يبحث عن الشركة التي طرحت منتجاتها بالفعل في السوق وحققت نجاحاً أولياً في مبيعاتها، وبالتالي فإنها تتجه في المسار الصحيح.
حتى أن بعض المستثمرين ممكن أن يقوم بتوظيف طاقم عمل من المختصين من أجل تحليل وبناء توقعات لنجاح الشركات الناشئة، وهذا النوع من الأبحاث قد لا تقوم به هذه الشركات في مراحلها الأولى بسبب ضعف إمكاناتها المادية. وهذا يعتبر مفيد للطرفين، فهو يساعد المستثمر على فهم أفضل لمدى إمكانية نجاح هذه الشركة، وبالنسبة للشركة الناشئة هو ميزة جيدة نظراً للتكاليف التي قد تترتب على هذا النوع من الأبحاث.
الاستثمار في الشركات الناشئة – إدارة الشركة
دائماً ما يبحث المستثمر الذكي عن الشركة الناشئة التي تتميز إدارتها برؤية واضحة ومرونة واستعداد للتفاوض. وبالنسبة لإدارة الشركة الناشئة يجب أن تكون منفتحة ومستعدة لتقبل وجهات النظر المختلفة في كل ما يتعلق بطريقة إدارتها، خاصةً إذا كان المستثمر من أصحاب الخبرة في هذا النوع من الأعمال.
من أجل نجاح الاستثمار في الشركات الناشئة فإن أصحاب الشركات يجب أن يكون لديهم التواضع والاستعداد لتقبل الرأي الآخر وأن لا ينظرون إلى أي اقتراحات على أنها تهديد لرؤيتهم المستقبلية. حيث أن بعض مؤسسي الشركات وبمجرد نجاحهم الأول، يتوقعون أن يسير كل شيء بشكل مثالي لاحقاً ويصبح من الصعب عليهم تقبل المشؤرة من المستثمرين القادمين لتمويل وتوسيع أعمالهم.
يجب على إدارة الشركة الناشئة أن تعلم جيداً متى تلتزم برؤيتها ومتى تكون مرنة فيما يخص الأفكار الجديدة القادمة من المستثمر. ولقد رأينا الكثير من الشركات الناشئة التي توقفت أعماله بعد سنوات من النجاح بسبب مواقف أصحابها المتشددة تجاه أفكارهم ورؤيتهم.
المنتجات
المستثمر يبحث عن وضع رأس ماله في خدمات ومنتجات تساعد الشركة الناشئة على تحويل رؤيتها إلى نجاحات حقيقية. وبالتالي فإن فرصة الاستثمار في الشركات الناشئة تتطلب الكثير من البحث والتعرف على مدى جودة المنتجات التي تطرحها في السوق وكيفية خدمتها للبشرية في الحياة اليومية. الموضوع لا يتعلق بالربح فقط، بل أيضاً بمدى جعل هذا الكوكب مكاناً أفضل.
لعل الكثير من الشراكات بين المستثمرين وبين الشركات الناشئة باءت بالفشل بسبب عدم تبني نهج طويل المدى يقوم على تطوير المنتجات والخدمات التي جعلت هذا المستثمر يضع الكثير من أمواله في تمويل هذه الشركات. فهو بالتالي أنفق أمواله في المكان الخطأ.
خلاصة القول
إن الاستثمار في الشركات الناشئة يقوم على الجانب الإنساني بعيد المدى إضافةً إلى الجانب المالي والاستثماري البحث. وهذا ما يجب أن يبحث عنه المستثمر في الشركات الناشئة والمنتجات التي تقوم على تطويرها. وإذا لم يشعر بالرضا والتفاؤل تجاه هذه الشركة فهو ببساطة لن يستثمر فيها.